إنفيديا تتراجع عن مركزها الأول بخسارة 220 مليار دولار في يومين!
منذ أيام انتزعت الشركة العملاقة المُصنعة للرقاقات، إنفيديا، التصنيف الأول كأكثر شركة قيمة في العالم؛ إذ ارتفعت قيمة أسمهما إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. وبلغت قيمتها السوقية 3.34 مُقابل 3.32 لميكروسوفت و3.29 لآبل؛ وهي المرة الثانية التي تتجاوز فيها إنفيديا آبل في هذا الشهر.
صرح رئيس تطوير الأعمال العالمي لشركة إنفيديا، كريس بنروز، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيستمر في النمو والتطور؛ وسيتسبب في تأثير واسع على الشركات والصناعات في جميع أنحاء العالم. ويعتقد بنروز أن العالم ما زال في مرحلة مُبكرة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ إذ يخبئ المستقبل الكثير من الإمكانيات التي ستحقق مزيدًا من النمو والتطور في هذ المجال.
اقرأ أيضًا: إنفيديا والذكاء الاصطناعي | رحلة من الابتكار إلى التريليون دولار
واتفق محللو Wedbush Securities، وهي شركة أميريكية خاصة للاستثمار المالي والوساطة، مع رأي كريس بنروز؛ إذ عبروا من خلال مُذكرة مُصدرة من جهتهم الأبوع الماضي أن العام المقبل سيشهد سباقًا نحو الـ4 تريليون دولار بين العمالقة الثلاثة ميكروسوفت وآبل وإنفيديا. ولكن سُرعان ما عادت إنفيديا إلى ترتيبها الثالث بين الشركات الأكثر قيمة في العالم؛ مُحققةً خسائر بقيمة 220 مليار دولار في يومين فقط!
تمتلك إنفيديا وحدها أكثر من 80% من سوق الرقاقات المستخدمة لتدريب ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
الارتفاع الحاد يعرض إنفيديا لانخفاض حاد أيضًا!
تراجعت أسهم العملاقة الأمريكية بنسبة 6.7% في يومين فقط؛ ما أدى إلى محو أكثر من 220 مليار دولار من قيمتها السوقية وأعاد الشركة إلى ترتيبها السابق. وبلغت قيمة إنفيديا 3.11 تريليون دولار في مقابل 3.18 لشركة آبل و3.34 لشركة ميكروسوفت في وقت كتابة هذا الخبر.
وقال المتداولون أنه لا يوجد أسباب جوهرية وراء عمليات البيع التي حدثت وتسببت في احتلال الشركة للمركز الأول، لكن عندما يرتفع السهم بسرعة كبيرة فإنه يصبح عُرضه للانخفاض بسرعة كبيرة أيضًا؛ إذ ارتفعت قيمة سهم إنفيديا بشكل هائل جدًا منذ العام الماضي بنحو 200%؛ ما أضاف تريليونين لقيمة الشركة حتى الآن.
وقال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة AJ Bell، وهي شركة استثمار بريطانية تقدم منصات استثمارية، أن انخفاض قيمة إنفيديا هو مجرد تقلبات معتادة في سوق الأسهم، والتي يُمكن أن تتسبب في محو أو إضافة مئات الملايين أو المليارات من الدولارات إلى قيمة الشركة السوقية؛ ما يعني أن التراجع ليس بسبب مشكلة أو خطأ في إنفيديا، فالأداء المالي للشركة لا يزال قويًا.
ويُعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسهم إنفيديا أحد الأسباب في انخفاضها أيضًا؛ إذ أقبل المستثمرون على بيع أسهمهم لجني الأرباح، وهو أمر وارد الحدوث ومتوقع في تلك الحالات.
كتب المحلل بن ريتزيس في شركة Melius Research، وهي شركة أبحاث متخصصة في تحليل البيانات وتقديم الاستشارات الاستثمارية، أن شركة إنفيديا أفضل من العديد من الشركات التي لم تستطع إثبات أن الذكاء الاصطناعي يساهم بشكلٍ كبير في نموها أو نجاحها.
وأشار ريتزيس أن إنفيديا ستستحوذ على حصة أكبر من سوق شركات SaaS (Software as a Service)، والذي يشمل التطبيقات والبرامج التي تستخدمها الشركات والمؤسسات لإدارة أعمالها وتحسين عملياتها؛ إذ تقدم إنفيديا تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة التي تعتمد عليها الشركات لتطوير وتشغيل تطبيقاتها. أي أن إنفيديا ستسفيد من نمو سوق الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أكبر من الشركات المُتخصصة في تقديم تلك الخدمات.
بعبارة أخرى، يعتقد ريتزيس أن Nvidia ستستفيد بشكلٍ أكبر من نمو سوق الذكاء الاصطناعي مقارنةً بشركات SaaS، وذلك لأنها توفر البنية التحتية الأساسية لهذه التكنولوجيا. وهذا يعني أن أرباح الشركات الأخرى ستنتقل إلى إنفيديا بسبب الطلب المرتفع على معالجاتها؛ ما يزيد من قيمتها السوقية.
يُجسد صعود وهبوط أسهم شركة إنفيديا التقلبات الكبيرة التي يشهدها سوق التكنولوجيا، خاصةً مع الهوس الاستثماري بالذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من التراجع الأخير، يظل بعض المحللين متفائلين بشأن مستقبل الشركة، متوقعين أن تستمر في تحقيق النمو والازدهار في ظل الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
?xml>