آخر الأخبارأخبارأخبار العالم

عادات وأكلات.. ميدان «الزلابية» بأسوان.. روائح رمضانية بنكهة تاريخية – رمضان 2021

جرت العادة أن تستقبل المناطق الشعبية في أسوان شهر رمضان المبارك بمظاهر احتفالية تميزها، إذ تضاء الأزقة والشوارع بالفوانيس، والزينات، وتكتظ بباعة الزلابية، والقطايف، والكنافة، غير أن الأمر يبدوا مختلفًا داخل منطقة ميدان الزلابية وسط مدينة أسوان، لكونها أكثر المناطق الشعبية التي تبرز مظاهر احتفالية شعبية تكتسي بمذاق تاريخي حسي ومعنوي.

«الزلابية».. روائح رمضانية

وبطول شارع ميدان الزلابية، ووسط إقبال كبير من الأهالي، يجلس باعة الزلابية، في مشهد لا تكاد تراه إلا قبل بداية شهر رمضان بأسبوع أو اثنين، وهي عادة وتقليد متوارث منذ القدم، حتى أن الميدان أخذ اسمه من باعة «الزلابية» المنتشرين به.

ميدان «الزلابية» كما يطلق عليه أهالي أسوان والذي يقع بمدينة أسوان قبل مركز مجدي يعقوب لعلاج القلب، ما يزال الأهالي يطلقون عليه اسم الزلابية نظرًا لتوافد الأهالي عليه من غالبية الأماكن لشراء الزلابية من البائعين المشهورين بالمنطقة والمستمرين في بيع الزلابية بالشارع لعشرات السنين، كما أنهم علَموا وورَثوا المهنة لأولادهم وأحفادهم، فقبل المغرب بساعات قليلة يتوافد الأهالي لشراء الزلابية مصطحبين أطفالهم للتمتع بمنظر كيفية صناعة وقلي الزلابية .

حفر الميدان اسمه منذ ستينيات القرن الماضي، مع بداية بناء السد العالي، حيث اعتاد بناة السد المرور على الميدان، وتناول وجبة الإفطار الشهية، والمعروفة -الزلابية- وقد اكتسب الميدان شعبية بنكهة تاريخية منذ ذلك الحين، حتى بات معلمًا تاريخيًا، إلى جانب كونه متنفسًا شعبيًا للجميع في الوقت الحاضر.

قصة «الزلابية» وبناة السد العالي

وقال أحد أشهر باعة الزلابية وأقدمهم، علي صبري، إن الميدان عُرف تقريبًا بالتزامن مع بدء المراحل الأولى من إنشاء السد العالي، خلال حقبة الستينيات، حيث كان يشهد تجمعًا كبيرًا من عمال ومهندسى السد العالى، ممن كانوا ينتظرون الأتوبيسات يوميًا؛ لتقلهم إلى محل عملهم بمشروع السد العالي؛ لاستكمال مراحل بناؤه، إذ كان بناة السد العالى من عمال ومهندسين يبدؤون يومهم بالإفطار فى الميدان، وكانت «الزلابية» وجبتهم الأساسية.

وأضاف بائع آخر يدعى حسين شعبان، 73 عامًا، أن الميدان كان ولا يزال أحد أشهر معالم أسوان، فمنذ أواخر الستينيات وحتى بداية السبعينيات كان يكتظ بباعة الزلابية، الذين يتجمعون مع طلوع الفجر حتى حلول المساء؛ من أجل لقمة العيش.

وأكد شعبان: «كنا نبيع قرطاسين من الزلابية وقتها بمليم أحمر واحد، إلى أن وصل سعرها الآن جنيهان للقرطاس الواحد، الذى يحتوى على 20 قطعة زلابية».

أما علي غزال، أحد أبناء المنطقة، أوضح أن منطقة الزلابية أُطلق عليها العديد من الأسماء، بداية من منطقة القطانية، ثم منطقة الزلابية، ثم «باتريس لومومبا»، وهو المناضل الإفريقي الشهير، وأخيرًا ميدان الجيش عقب تطوير المنطقة فى عهد المحافظين الأسبقين لأسوان مصطفى السيد، ومصطفى يسري.


{"description":""}
{"description":""}
{"description":""}
{"description":""}
{"description":""}


الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق